كان كل يوم ينزل عالجامعة ليشوفها حتى باليوم يللي ما عندو دوام كانت هي الشي الوحيد يللي بخلّي يقوم من تختو بعزّ البرد و يركب الميكرو و يتفتّش ع 100 حاجز بس ليلمحها,بكفّي يشوفا واقفة مع رفقاتا عم تضحك و تاكل ديربي متل طلاب المدرسة بتخلّي ينسى كل شي و بس يقعد يراقبها و هو عم يبتسم,بيستنى لتطّلع علي,تسجّلوا حضور أو تسرق كم تطليعة من تحت نظاراتها...كان ما يحكي عنها ل حدا ما بدّو نتفة الأمل يللي بقيانة عندو تضيع , كل همّو يعرف شي عنها,اسما,وين ساكنة,يا ترى بتعرف انّو موجود و لا هو بالنسبة لالها من كومبارس الجامعة؟! هي اصلن مالا من صبايا الجامعة الحلوين يللي حديث كل شلّة بس كانت غير عن الكل,صح ما بتهتم بشكلا و بتلبس كنزة سبور gap أو كونفيرس بس فيّا شي مختلف شدّو, حرّك فضولو,خلّا كل ليلة يقعد يعزفلا,يألّف سوناتات لحركاتها و طفولتها.من زمان كتيير ما فكّر بصبيّة, كل همّو يتخرّج , يسافر ليهرب من موت عم يترصّد الكل و ما عم يوفّر حدا ,كيف سمح لحالو يفكر أو يحسّ و ماضل حدا من رفقاتو ما هاجر أو استشهد,الجوع و الفقر يللي عم يقهر العالم كل يوم,الموت يللي بكل ثانية عم يقتل اي شعور حلو بقيان عند اي حدا و عم يمحي هويتو شوي شوي,حس حالو كتيير صغير بس شي قوي اتحرّك جواتو ,خربطلو ايقاع حياتو يللي تخامد ببطء للانهاية و صار ينبض من جديد
ع طابور المحاضرات كانت عم تنطر لحالها,دفّش بين العجئة ليوقف قدّامها,يسمع صوتها,يقلها انا حبيتك من دون ما اعرف عنك شي...بيسمع رفيقتا عم تناديلها!!! اسما اسما لك هاااد اسما يا ربّي! كانت معجوئة بحالها و مو فارق معها حدا ,غرق بعيونا الزيتية و تلاشى فيهن الزمن,انهارت ابجديات و خلئت حضارات و هي واقفة بمحلها ,ارتبكت و مشيت و هو ترك المحاضرات و طلع مستعجل بس بدّو يوصل ع بيتو ينسى كل شي و يفكّر فيّا,و ع الطريق بلّشت الصور تتابع براسو ,كل شي صار منيح و عم يتمشى معها بحارات باب شرقي,المطر نازلة و عم ياكلو كستنا,و بمحل صغير فرقة عم تعزف روك,الكل مبسوط و عم يضحك و الدنيا وقفت بهاد الجزء من الثانية...صوت شوفير الميكرو بيقطع الحلم و صفير سيارات الاسعاف و العالم يللي عم تصرّخ بترجعو لهون! المفروض هاد شارع بيتو ,بنايتو الزرقة ع اليمين ,الكشك يللي بيشتري منو الدخان,ما ضل شي! زرار البيانو بين الأنقاض رفيق عمرو الوحيد عزف اخر ركويم لالو بين الركام   - للتوضيح- ركويم : قداس الموتى 
بلا و لا شي سافر مع اهلو ع محل بعيد و الشي الوحيد يللي كان يمدّو بالأمل ,هيّ, ما عاد بيعرف عنها شي! حياتو صارت عبارة عن أحلام مؤجلة أو ذهبت مع الأزمة متل كل الشباب يللي ببلدو
بعد شهور بالمغترب و الحنين,هو بيعرف تماماً أنّو يوماً ما رح يرجع يلتقي فيّا يمكن و هنن عم يعمروا بلدهن سوا ! 
من حبّ بنص الأزمة - دمشق / 5:35 صباحاً.

Comments

Popular posts from this blog